السبت، 19 ديسمبر 2009

يقولون كيف عرفت الإله

بسم الله الرحمن الرحيم

{يقولون كيف عرفت الإله}

للشاعر الفلسطيني أبو صهيب



يـَقَـولـونَ كَيْفَ عرفتَ الإلــه = وكـيـفَ تُـبَـرْهـِنُ عـَدْلَ الـقَـَدَرْ

عـَرفــْتُ إلهيَ مِنْ فــطــرتي = وهـدي الـحـبـيـب ِوخَيْر السيَرْ

ومِنْ قــولِ رَبي وإعْــجازِهِ = كـتـابٌ تـحدى جـميـعَ الـبَـشَـرْ

فـما قـالَ قـولا ً لـغـيـبٍ أتـى = كـمـا قـال حـقـاً وصـِدْقـاً ظَـهَـرْ

عَرَفْتُ المُصَورَ مِنْ صورتي = فـَمَـْن صَوّرَ الإنْسَ هذي الصورْ

وكــيف الـتـرابُ وطـيـنٌ غـدا = جـمـالاً بـديـعـاً وحُـسْـنـاٌ بـهـرْ

ومَنْ هـُـوَ خـالـقُ تلك العقول = فـَصـالَـتْ وجـالَـتْ وطـالَـتْ قَـَمَرْ

وفـي كُــلِّ عـُضْـوٍ لـنـا شـاهدٌ = يـقــول ُ ألَــسْــتُ دلــيــلاً أغَـرْ



عـرفـْتُ الـمُهَـيِمِـنَ مِـنْ كـَوْنـِه ِ= ســمـاء ٌ كـواكـبُ بــحـرٌ وبـَـرْ

ســمـاءٌ بـلا عَـمـَدٍ يـا أخــي = ألـَـيْـسَ بــهـذا الــبـِنـاءِ عِـبَـرْ

كــواكـبُ سـابحة ٌفي الفضاء = فـَـمَـنْ هـو أسْـبَـحَ تِـلْـك َ الـدُرَرَ

ومَـنْ هـو مُـمْـسكُهـا لَوْ هـَوَتْ = أغَـيْـرَ الالـهِ فـَهَـلْ مـِنْ خـَبَـرْ؟

وكــيـف تـَسـيـرُ بأرقى نظام = ودون ِاصْــطـدامٍ وأيَّ خَـطـرْ

فَهَلْ هي قَدْ نـَظَـمَـتْ نـَفْـسَها = وَلَــيْـسـَتْ بـِمُـدْرِكَـة ٍ كــالـحـجـرْ

فَمَنْ كَوّنَ الكَوْنَ في حِـكْـمَـةٍ = ومـا فـيـهِ نَـقـْصٌ تـرى أو خـورْ

أيَِخْـلِقُ كـَوْنٌ أخـي نَـفـْسَـه ُ = أعَــجْـزٌ يـُجـيـدُ نـظـامـاً سـحـرْ

فلا بــدَّ لــلـخـلـق مـن خالق = ولا بـد لـلـكَـوْن رب أمـــــــَرْ

عرفــت إلـهـيَ مِـنْ خـلـقِـهِ = فـَمَـنْ صَـنَّـفَ الـخـَلْـقَ أنْـثى ذَكرْ

وزوجانِ حــتـى الـجمـاد لَـهُ = وَكُـــلُّ الـنـبــات ِبــِعِـلْـمٍ ظـهـرْ

فـَـكُـلّ الـكـهـاربِ مِـنْ موجبٍ = ومِـنْ سـالـبٍ فـي الـكـتـابِ ذَكَـرْ





عرفــت إلهـيَ مـِنْ زرعــِهِ = فَـمـَنْ هـو زارع ُ ذاك الـشـجـرْ

وتــلـكَ الــثـمـارُ إذا أيْنَعَتْ = فـمـن هـو صـانـعُ هـذا الـثـمـرْ

ومــن هـو خـاضـبُ ألـوانِـه ِ= ومَـنْ جـاعـلٌ مِـنْـهُ حـُلْـواً ومُـرْ

ثمارٌ بـشتى الـطـعـومِ تـذوق = وَتُـسْـقـى جـمـيـعـاً بـمـاءِ الـمَطَرْ


عـرفت الإلهَ برُؤيا الطيـور = تُـحـَلّــــقُ مـُـفرَدَهــا أو زُمَـرْ

ووطْواطُ لــيـلٍ يـطـيـرُ بـِـهِ = يُـشـَـغّـــلُ رادارَهُ بـِـحَـذَرْ

فمن هو مُمْسِكُها في السماء = جـــنــاحـاً تَـظُـنُّ فـهــذا هـَــذرْ

ومـن عَلّـمَ الـطيـر تـغـريـدَهُ = كـــأروع مـَـعـزوفـَـة ٍ تُـشْـتَـهَـرْ

ولـيـْسَ يـغـنـي بـتـغــريـدِهِ = ولــكـن يـسـبِّـحُ رَبَّ الـبَـشَـرْ

وكيفَ تــهـاجِـرُ عَـبْـرَ الـبلادْ = ولــيـسـت تَــضـِلُّ طـريـقَ الـسَفَرْ

ومَنْ هـُوَ زخـرف ألـوانَـها = فَــيَــخـْلِبُ مَـنْـظَـرَهـا مَـنْ نَـظرْ

تـَعَـلّمَ تـَصْـمـيـمَـهـا عـالـمٌ = فَــصـَمـَـمَ طــائـــرة َ وابْــتَــكَــرْ

تراها تَطيرُ بــِجَـوِّ الـسـماء = كــقـائــدِ جــَوٍّ زهــا وانْــتـَــصَــرْ

فـَكُـلُّ الـطـيـورِ أخـي آيَـة ٌ = تَــدُلُّ عـلى الله أهـْـــل َالــبَـصـَـرْ

عـرفـت إلـهـيَ مـِنْ نـَحْـلَة ٍ = تــفـوقُ الأطــبـــاءَ والـــمُــخْـتَـبَـرْ

لـهـا مصـنع ٌ وَبِـهِ عـِبْرَة ٌ = فَــيَـصْـنَـعُ شَـهْداً عـظـيمَ الأثـــرْ

وبيتٌ عجيب ٌيهزُّ الـقلوب = يـَـبُـذ ُّمـهـنـدسٌَ بـيــتِ الــحَـجـَرْ

بـإيـثـارهـا اللهُ أكْـرَمـهــا = فــدرس بـلـيـغ لـنــا مـُعْـتـبـَرْ

وصاحب ُعقلٍ يـَغُـشُّ أخاه = ويـَـمْـكُرُ سـوءا بـِـحـَفـْر الـحُـفـرْ

تَعَلّمْ من النحل كيف الجهاد = تـُـضــحـي بــنـفـسٍ لـدفـعِ الخطرْ

تـمـوتُ لـتُـنـقـذَ أمَّـتـهــا = مُـضَـــحٍّ بـهـــذا الـزمـان ِ نـَدرْ

تَعَلَّمْ من النحل كيف النظام = وكــان النــظــامُ لــنـا فـانْـدَثـرْ



عـرفـت الإلـه بـلـيـلٍٍٍٍ سجى = وغــطـى الأنـام وأرضـا غــمــرْ

فمن ألبس الليلَ ثوبَ السواد = ومـن عـَلـّمَ الـلـيـلَ كـرًٍِِِا وَفـَرْ

وبـعـد الـظلامِ يُضيءُ النهار= إذا الــعَــدْلُ جـاءَ الـظـلـومُ انـدحرْ

فـكـل ضـيـاءٍ لـَهُ مـصـدَرٌ = فــكـيـفَ بـهـذا الـضـيـاءِ انـتـشَــرْ

إذا جـاء لـيـلٌ فـمـصـباحُنا = نــقـومُ بـإيـقـادِهِ لـلــسَــمَــرْ

فَنَحنُ نُـنَـوّرُه فـي الـدّجـى = ونـُـطـفــؤهُ والــنــهـارُ بـــَدَرْ

فمن أوجدَ النور بدءَ النهار = ومـَـنْ أظـلَـمَ الــليـلَ حـتـى الـسحرْ

وتُنْفِقُ مالَكَ لِلْكَهْرباء = وللنار غــــازٌ وحـــيـــنــاً "سُـلَـرْ"

وَنــورُ الإلـهِ بـلا دِرْهـَمٍ = يـُـضــيءُ عـلــيْــنـا بـِـأمْــرٍ صََـدَرْ

يَكُرّان ِعَبْرَ الـعـصـورِ مـَعَـاً = ولا يــُخْـطِـئـانِ عـلـى طـول ِ دَهـرْ


عرفـت إلـهـيَ مـن عَـدْلِـهِ = وكــيــف نـُبَـرْهِـنُ عـَـدْلَ الــقَـَدَرْ

ألـَيْـسَ الـرسـول ُدلـيـلاً لنا = وَحُــبُّ الــرســـولِ لـنــا مـُدَّخـَــرْ

فإن الرَسولَ حـبـيـبُ الإلـه = وأوذِيَ ظـُــلْـمـاً ولـكـنْ صـَـبَــرْ

وعاشَ الرسولُ حَياةً بفَقْرٍ = ومــات الــذكـورُُ لـَهُ فـي الـصـغـرْ

حـَبـيـبُ الإلـهِ مـثـالٌ لـنـا = وعـَــدْلُ الـمـهـيـمـن ِفـَوْقَ الـنَـظـرْ

جناحُ البعوضَةِ هذي الدنـى = ولـَـيَـسَـتْ تـســاوي كـمـا فـي الأثرْ

فَكلُّ الحيـاةِ ابـتـلاء ٌ لـنـا = وأهـْـلُ الـسـعـادَةِ هـُمْ مـَنْ شــكــرْ

وليس العطاءُ من الله يَعْني = دلـيـلَ الـمـحـبـة بَـلْ نـُخْـتَـبَـرْ

إذا ما اعْـتَـرَتْكَ أخـي شـِدّةٌ = أغــيــرَ الإلـــهِ يـُـزيــل ُالــضـــجـرْ

وعِنْدَ المصيبة أو في الرخاء = سَـيَـكْـشِـفُ مَـنْ بَــرَّ أو مَــنْ فجرْ

لَعَلَّ الـمُـصـيـبَـةَ خَـيْـرٌ لـنـا = وَرُبَّ سـُـرورٍ وفـــيــه الــضـررْ


جراثيمُ داءٍ تكونُ الـعـلاج = وتـُــعـْطى الــسـلـيـمَ بِـِوَخْـزِ الإبَـرْ

جهازُ الشدائدِ فَحْصُ الرجال = فـَــيُـفْــرَزُ مـِنْـهـُمْ هـِزَبْـرَاً وفـأرْ

فعَدْل ُ الإلهِ لنا بَيِّنٌ = على الكُل قــَــطـْــرُ الـــســـمــاءِانهمرٍْ

ألا يَسْتَحِقُّ الظلـومَ الـعـقاب = فـَـعَـدْلُ الإلـــه ِ لـَـــه ُ مـُزْدجـرْ

وَرُبَّ غَـنِـيٌّ تـراهُ شـقـيـاً = وتـَـلـْقـى فــقـيـراً سـعــيــدَاً وَحُــرْ

هـدانـا الالـه بـلا مـِرْيَـةٍ = لـجـنـاتِ عـَـدْنٍ وإمـّا سَـقَــرْ

فَمَنْ سارَ حقاً طريقَ الهُدى = فـَقَـدْ فـاز فــوزاً ونـالَ الـظَــفَــرْ

وإنْ ضَلَّ عبدٌ فَمِنْ نَفْسِــهِ = فـكَـيْـفَ سَـيَهْـدي غـَوِيَّـا ً خَـتَـرْ

فَمَنْ شَكّ جهْلاً بـعـدْلِ الإلـه = تـَـعُـدّ الـحـدودَ بـِـفِـسـْق ٍ جــهـــرْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق