بسم الله الرحمن الرحيم
{يقولون كيف عرفت الإله}
للشاعر الفلسطيني أبو صهيب
يـَقَـولـونَ كَيْفَ عرفتَ
الإلــه = وكـيـفَ تُـبَـرْهـِنُ عـَدْلَ الـقَـَدَرْ
عـَرفــْتُ إلهيَ مِنْ
فــطــرتي = وهـدي الـحـبـيـب ِوخَيْر السيَرْ
ومِنْ قــولِ رَبي
وإعْــجازِهِ = كـتـابٌ تـحدى جـميـعَ الـبَـشَـرْ
فـما قـالَ قـولا ً
لـغـيـبٍ أتـى = كـمـا قـال حـقـاً وصـِدْقـاً ظَـهَـرْ
عَرَفْتُ المُصَورَ مِنْ
صورتي = فـَمَـْن صَوّرَ الإنْسَ هذي الصورْ
وكــيف الـتـرابُ وطـيـنٌ
غـدا = جـمـالاً بـديـعـاً وحُـسْـنـاٌ بـهـرْ
ومَنْ هـُـوَ خـالـقُ تلك
العقول = فـَصـالَـتْ وجـالَـتْ وطـالَـتْ قَـَمَرْ
وفـي كُــلِّ عـُضْـوٍ
لـنـا شـاهدٌ = يـقــول ُ ألَــسْــتُ دلــيــلاً أغَـرْ
عـرفـْتُ الـمُهَـيِمِـنَ
مِـنْ كـَوْنـِه ِ= ســمـاء ٌ كـواكـبُ بــحـرٌ وبـَـرْ
ســمـاءٌ بـلا عَـمـَدٍ
يـا أخــي = ألـَـيْـسَ بــهـذا الــبـِنـاءِ عِـبَـرْ
كــواكـبُ سـابحة ٌفي
الفضاء = فـَـمَـنْ هـو أسْـبَـحَ تِـلْـك َ الـدُرَرَ
ومَـنْ هـو مُـمْـسكُهـا
لَوْ هـَوَتْ = أغَـيْـرَ الالـهِ فـَهَـلْ مـِنْ خـَبَـرْ؟
وكــيـف تـَسـيـرُ بأرقى
نظام = ودون ِاصْــطـدامٍ وأيَّ خَـطـرْ
فَهَلْ هي قَدْ
نـَظَـمَـتْ نـَفْـسَها = وَلَــيْـسـَتْ بـِمُـدْرِكَـة ٍ كــالـحـجـرْ
فَمَنْ كَوّنَ الكَوْنَ في
حِـكْـمَـةٍ = ومـا فـيـهِ نَـقـْصٌ تـرى أو خـورْ
أيَِخْـلِقُ كـَوْنٌ أخـي
نَـفـْسَـه ُ = أعَــجْـزٌ يـُجـيـدُ نـظـامـاً سـحـرْ
فلا بــدَّ لــلـخـلـق مـن
خالق = ولا بـد لـلـكَـوْن رب أمـــــــَرْ
عرفــت إلـهـيَ مِـنْ
خـلـقِـهِ = فـَمَـنْ صَـنَّـفَ الـخـَلْـقَ أنْـثى ذَكرْ
وزوجانِ حــتـى الـجمـاد
لَـهُ = وَكُـــلُّ الـنـبــات ِبــِعِـلْـمٍ ظـهـرْ
فـَـكُـلّ الـكـهـاربِ
مِـنْ موجبٍ = ومِـنْ سـالـبٍ فـي الـكـتـابِ ذَكَـرْ
عرفــت إلهـيَ مـِنْ
زرعــِهِ = فَـمـَنْ هـو زارع ُ ذاك الـشـجـرْ
وتــلـكَ الــثـمـارُ إذا
أيْنَعَتْ = فـمـن هـو صـانـعُ هـذا الـثـمـرْ
ومــن هـو خـاضـبُ
ألـوانِـه ِ= ومَـنْ جـاعـلٌ مِـنْـهُ حـُلْـواً ومُـرْ
ثمارٌ بـشتى الـطـعـومِ
تـذوق = وَتُـسْـقـى جـمـيـعـاً بـمـاءِ الـمَطَرْ
عـرفت الإلهَ برُؤيا
الطيـور = تُـحـَلّــــقُ مـُـفرَدَهــا أو زُمَـرْ
ووطْواطُ لــيـلٍ يـطـيـرُ
بـِـهِ = يُـشـَـغّـــلُ رادارَهُ بـِـحَـذَرْ
فمن هو مُمْسِكُها في
السماء = جـــنــاحـاً تَـظُـنُّ فـهــذا هـَــذرْ
ومـن عَلّـمَ الـطيـر
تـغـريـدَهُ = كـــأروع مـَـعـزوفـَـة ٍ تُـشْـتَـهَـرْ
ولـيـْسَ يـغـنـي
بـتـغــريـدِهِ = ولــكـن يـسـبِّـحُ رَبَّ الـبَـشَـرْ
وكيفَ تــهـاجِـرُ
عَـبْـرَ الـبلادْ = ولــيـسـت تَــضـِلُّ طـريـقَ الـسَفَرْ
ومَنْ هـُوَ زخـرف
ألـوانَـها = فَــيَــخـْلِبُ مَـنْـظَـرَهـا مَـنْ نَـظرْ
تـَعَـلّمَ
تـَصْـمـيـمَـهـا عـالـمٌ = فَــصـَمـَـمَ طــائـــرة َ وابْــتَــكَــرْ
تراها تَطيرُ بــِجَـوِّ
الـسـماء = كــقـائــدِ جــَوٍّ زهــا وانْــتـَــصَــرْ
فـَكُـلُّ الـطـيـورِ أخـي
آيَـة ٌ = تَــدُلُّ عـلى الله أهـْـــل َالــبَـصـَـرْ
عـرفـت إلـهـيَ مـِنْ
نـَحْـلَة ٍ = تــفـوقُ الأطــبـــاءَ والـــمُــخْـتَـبَـرْ
لـهـا مصـنع ٌ وَبِـهِ
عـِبْرَة ٌ = فَــيَـصْـنَـعُ شَـهْداً عـظـيمَ الأثـــرْ
وبيتٌ عجيب ٌيهزُّ الـقلوب
= يـَـبُـذ ُّمـهـنـدسٌَ بـيــتِ الــحَـجـَرْ
بـإيـثـارهـا اللهُ
أكْـرَمـهــا = فــدرس بـلـيـغ لـنــا مـُعْـتـبـَرْ
وصاحب ُعقلٍ يـَغُـشُّ
أخاه = ويـَـمْـكُرُ سـوءا بـِـحـَفـْر الـحُـفـرْ
تَعَلّمْ من النحل كيف
الجهاد = تـُـضــحـي بــنـفـسٍ لـدفـعِ الخطرْ
تـمـوتُ لـتُـنـقـذَ
أمَّـتـهــا = مُـضَـــحٍّ بـهـــذا الـزمـان ِ نـَدرْ
تَعَلَّمْ من النحل كيف
النظام = وكــان النــظــامُ لــنـا فـانْـدَثـرْ
عـرفـت الإلـه بـلـيـلٍٍٍٍ
سجى = وغــطـى الأنـام وأرضـا غــمــرْ
فمن ألبس الليلَ ثوبَ
السواد = ومـن عـَلـّمَ الـلـيـلَ كـرًٍِِِا وَفـَرْ
وبـعـد الـظلامِ يُضيءُ
النهار= إذا الــعَــدْلُ جـاءَ الـظـلـومُ انـدحرْ
فـكـل ضـيـاءٍ لـَهُ
مـصـدَرٌ = فــكـيـفَ بـهـذا الـضـيـاءِ انـتـشَــرْ
إذا جـاء لـيـلٌ
فـمـصـباحُنا = نــقـومُ بـإيـقـادِهِ لـلــسَــمَــرْ
فَنَحنُ نُـنَـوّرُه فـي
الـدّجـى = ونـُـطـفــؤهُ والــنــهـارُ بـــَدَرْ
فمن أوجدَ النور بدءَ
النهار = ومـَـنْ أظـلَـمَ الــليـلَ حـتـى الـسحرْ
وتُنْفِقُ مالَكَ
لِلْكَهْرباء = وللنار غــــازٌ وحـــيـــنــاً "سُـلَـرْ"
وَنــورُ الإلـهِ بـلا
دِرْهـَمٍ = يـُـضــيءُ عـلــيْــنـا بـِـأمْــرٍ صََـدَرْ
يَكُرّان ِعَبْرَ
الـعـصـورِ مـَعَـاً = ولا يــُخْـطِـئـانِ عـلـى طـول ِ دَهـرْ
عرفـت إلـهـيَ مـن
عَـدْلِـهِ = وكــيــف نـُبَـرْهِـنُ عـَـدْلَ الــقَـَدَرْ
ألـَيْـسَ الـرسـول
ُدلـيـلاً لنا = وَحُــبُّ الــرســـولِ لـنــا مـُدَّخـَــرْ
فإن الرَسولَ حـبـيـبُ
الإلـه = وأوذِيَ ظـُــلْـمـاً ولـكـنْ صـَـبَــرْ
وعاشَ الرسولُ حَياةً
بفَقْرٍ = ومــات الــذكـورُُ لـَهُ فـي الـصـغـرْ
حـَبـيـبُ الإلـهِ مـثـالٌ
لـنـا = وعـَــدْلُ الـمـهـيـمـن ِفـَوْقَ الـنَـظـرْ
جناحُ البعوضَةِ هذي
الدنـى = ولـَـيَـسَـتْ تـســاوي كـمـا فـي الأثرْ
فَكلُّ الحيـاةِ ابـتـلاء
ٌ لـنـا = وأهـْـلُ الـسـعـادَةِ هـُمْ مـَنْ شــكــرْ
وليس العطاءُ من الله
يَعْني = دلـيـلَ الـمـحـبـة بَـلْ نـُخْـتَـبَـرْ
إذا ما اعْـتَـرَتْكَ أخـي
شـِدّةٌ = أغــيــرَ الإلـــهِ يـُـزيــل ُالــضـــجـرْ
وعِنْدَ المصيبة أو في
الرخاء = سَـيَـكْـشِـفُ مَـنْ بَــرَّ أو مَــنْ فجرْ
لَعَلَّ الـمُـصـيـبَـةَ
خَـيْـرٌ لـنـا = وَرُبَّ سـُـرورٍ وفـــيــه الــضـررْ
جراثيمُ داءٍ تكونُ
الـعـلاج = وتـُــعـْطى الــسـلـيـمَ بِـِوَخْـزِ الإبَـرْ
جهازُ الشدائدِ فَحْصُ
الرجال = فـَــيُـفْــرَزُ مـِنْـهـُمْ هـِزَبْـرَاً وفـأرْ
فعَدْل ُ الإلهِ لنا
بَيِّنٌ = على الكُل قــَــطـْــرُ الـــســـمــاءِانهمرٍْ
ألا يَسْتَحِقُّ الظلـومَ
الـعـقاب = فـَـعَـدْلُ الإلـــه ِ لـَـــه ُ مـُزْدجـرْ
وَرُبَّ غَـنِـيٌّ تـراهُ
شـقـيـاً = وتـَـلـْقـى فــقـيـراً سـعــيــدَاً وَحُــرْ
هـدانـا الالـه بـلا
مـِرْيَـةٍ = لـجـنـاتِ عـَـدْنٍ وإمـّا سَـقَــرْ
فَمَنْ سارَ حقاً طريقَ
الهُدى = فـَقَـدْ فـاز فــوزاً ونـالَ الـظَــفَــرْ
وإنْ ضَلَّ عبدٌ فَمِنْ
نَفْسِــهِ = فـكَـيْـفَ سَـيَهْـدي غـَوِيَّـا ً خَـتَـرْ
فَمَنْ شَكّ جهْلاً
بـعـدْلِ الإلـه = تـَـعُـدّ الـحـدودَ بـِـفِـسـْق ٍ جــهـــرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق